mardi 21 avril 2015

شرح قصيدة . أراك عصي الدمع لابي فرآس





شرح قصيدة أراك عصي الدمع لابي فراس الحمدآني






أراك عصي الدمع شيمتك الصبر **** أما للهوى نهي عليك ولا أمرُ ؟
أي أراك تعصى الدمع وتخرج من طاعته ، من أخلاقك الصبر ، أليس للحب أمر ونهي عليك ؟

بلى أنا مشتاق وعندي لوعة **** لكن مثلي لا يذاع له سرُ
أي نعم أنا مشتاق وعندي حرقة في القلب ، لكن مثلي لا يفشى له سر .

إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى **** وأذللت دمعا من خلائقه الكبرُ
أي إذا الليل أضعفني مددت يد الحب ، وأضعفت دمعا من صفاته العظمة والتجبر .

تكاد تضيء النار بين جوانحي **** إذا هي أذكتها الصبابة والفكرُ
أي تكاد تضيء النار بين أوائل ضلوعي تحت الترائب ، إذا هي أشعلها الشوق والتفكير .


معللتي بالوصل والموت دونه **** إذا مت ظمآنا فلا نزل القطرُ
أي أطمعتني بالوصل والموت دون ذلك ، إذا مت عطشانا وما نزل المطر .

بدوت وأهلي حاضرون لأنني **** أرى دارا لست من أهلها قفرُ
أي أتيت من البادية حيث هي الحبيبة ، وأهلي مقيمون في الحضر ، لأني أرى الدار التي أنتِ لستِ منها ، أرضا لا ماء فيها ولا ناس ولا كلأ .

وحاربت قومي في هواكِ وإنهم **** وإياي لولا حبكِ الماء والخمرُ
أي حاربت قومي لأجل حبكِ ، وإني لولا حبكِ لامتزجت بهم كما يمتزج الماء والخمر .

فإن كان كما قال الوشاة ولم يكن **** فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُ
أي إذا قال الوشاة أنني وفيت لإنسانة شيمتها الغدر ، فالحب الصادق يهدم ما بناه قول الوشاة .

وفيت وفي بعض الوفاء مذلة **** لآنسة في الحي شيمتها الغدرُ
أي يقول الوشاة أني وفيت لإنسانة شيمتها الغدر ، والوفاء في ذلك مذلة .

وقور وريعان الصبا يستفزها **** فتأرن أحيانا كما يأرن المهرُ
أي رزنت وثبتت وأول الصبا يستخفها ، فتمرح أحيانا كما يمرح وينشط المهر .

تسائلني من أنت وهي عليمة **** وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ
أي تسألني من أنت وهي تعلم ، وهل فتى على حالي من الشهرة أو اللوعة يجهل ولا يعرف؟

فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى **** قتيلك قالت أيهم فهم كثرُ
أي أجبتها بإرادتها وإرادة هواها ، أنا قتيلك ، قالت أي واحد منهم فهم كثيرون ؟

فقلت لها لو شئت لم تتعنتي **** ولم تسألي عني وعندك بي خبرُ
أي قلت لها إذا أردتِ لم تسأليني عن شيء يشق عليكِ ، ولم تسألي عني وعندكِ بي علم .

فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا **** فقلت معاذ الله بل أنتِ والدهرُ
أي قالت لقد حقرك الدهر ، فقلت معاذ الله بل أنتِ والدهر معا .

فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق **** وأن يدي مما علقت به صفرُ
أي أن حبه لها قد حقره على عزته ورفعة قدره ، لذلك لا عز لعاشق لها بعده ، وأدركت أن ما تعلقت به من الآمال خرجت يدي منه خالية .

وقلبت أمري ولا أرى لي راحة **** إذا البين أنساني ألح بي الهجرُ
أي نظرت في أمري ولا أرى لدي راحة ، إذا الفراق أنساني ، يلح بي البعد .

فعدت إلى حكم الزمان وحكمها **** لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُ
أي عدت إلى قولي بل أنتِ والدهر ونظرت في حكمها ، أنا معذور وهي المذنبة .

كأني أنادي دون ميثاء ظبية **** على شرف ظمياء جللها الذعرُ
أي كأني أنادي دون التلعة ظبية ، مكانها عالي رقيقة الجفون ، غطاها الخوف والفزع .

تجفل حينا ثم ترنو كأنها **** تنادي طلابا بالواد أعجزه الحضرُ
تمضي وتسرع حينا ، ثم تديم النظر بسكون الطرف ، كأنها تنادي ولد الظبية بالواد عجز عن الركض ، أي أنادي هذه الحبيبة لتدنو إلي وتترك هجري ، فتشرد مبتعدة ثم تنظر إلي كأنها تدعوني ، فهي تشبه ظبية رقيقة الأجفان واقفة في مكان عال وقد شملها الذكر من الصيادين ، فحينا تبعد وحينا ترنو للواد ، كأنها تنادي ولدا لها عجز عن اللحاق بها .

فلا تنكريني يا ابنة العم إنه **** ليعرف من أنكرته البدو والحضرُ
أي لا تنكري معرفتي ، فإن من أنكرتيه تعرفه البدو والحضر .

ولا تنكريني إنني غير منكر **** إذا زلت الأقدام واستنزل النصرُ
أي لا تنكريني فأنا معروف ، إذا تعثرت أقدام الفرسان في الحرب لهولها ونزل عليهم النصر .

وإنني لنزال بكل مخوفة **** كثير إلى نزالها النظر الشزرُ
أي أنا أنزل بكل أرض مخوفة يكثر فيه الأعداء ، ينظر نظرة الغضبان المباغض .

وإني لجرار لكل كتيبة **** معودة أن لا يخل بها النصرُ
أي وأنا أجر كل جيش تعود أن لا يغيب عنه النصر .

فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا **** وأسغب حتى يشبع الذئب والنسرُ
أي أعطش حتى تشرب السيوف والرماح من الدماء ، وأجوع حتى تشبع الذئاب والنسور من لحوم القتلى .

ولا أصبح الحي الخلوف بغارة **** ولا الجيش ما لم تأته قبلي النذرُ
أي لا آتي صباحا على جيش رجاله غائبون ، ولم يبق منه إلا العاجزون والنساء ، دون أن أنذره ، فلا أغزو جيشا قبل أن أنذره .

ويا رب دار لم تخفني منيعة **** طلعت عليها بالردى أنا والفجرُ
أي رب دار لم تخفني ، طلعت عليها مع الهلاك أنا والفجر .

وحي رددت الخيل حتى ملكته **** هزيما وردتني البراقع والخمرُ
أي رجع عن الحي بعد أن استوى عليه ، ولم يسبِ النساء ولا هتك خدورهن .

وساحبة الأذيال نحوي لقيتها **** فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعرُ
أي رب فتاة لقيتها بعد النصر آتية إلي تسحب أذيالها تبخترا لما هي عليه من النعمة ، فأحسنت لقاءها ولم أكن جافيا صعبا .

وهبت لها ما حازه الجيش كله **** ورحت ولم يكشف لأبياتها سترُ
أي أن هذه الفتاة جاءته متكلة على شهامته ، تسأله أن يرد أموال الحي التي غنمها ، فوهبها كل ما حازه الجيش ، وفارقها وهي مكرمة مصونة .

ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى **** ولا بات يثنيني عن الكرم الفقرُ
أي لم يجعلني الغنى طاغيا ظالما مسرفا في المعاصي ، ولم يمنعني الفقر عن الكرم .

وما حاجتي بالمال أبغي وفوره **** إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفرُ
أي وما هي حاجتي بالمال إذا لم أصن عرضي ؟

أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى **** ولا فرسي مهر ولا ربه غمرُ
أي أسرت ولا سلاح معي في الحرب ، وفرسي مجرب في الحروب ، لا مهر حديث العهد بخوض المعامع ...

ولكن إذا حم القضاء على الردى .... فليس له برٌ يقيه ولا بحر

حَمَّ : اشتد

القضاء : قضاء الله و قدره

الردى : الهلاك

يقيقه : يحميه -

المعنى كذلك : استمرار للبيت الأول .. فهو يرجع و يقول إذا اشتد القدر على الهلاك .. و للبيت رواية أخرى : و لكن إذا حمَّ القضاءُ على امرئ ٍ .. فليس للإنسان عندها ما يحميه من القضاء في البر أو البحر

وقال أصيحابي الفرار أو الردى .... فقلت هما أمران أحلاهما مر

أصيحابي : أصحابي أيضاً

و البيت واضح المعنى بناءً على ما قبله .. هو كان في المعركة .. و احتدمت .. فقال أصحابه : إما أن نهرب و إما أن نموت .. فاحتار هو أولاً في هذين الاختيارين الصعبين

ولكنني أمضي لما لا يعيبني .... وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
ثم قرر أخيراً أن يقطع حيرته و يمضي إلى الحرب .. فتم أسره فيها

يقولون لي بعت السلامة بالردى .... فقلت أما والله ما نالني خسر

فعاتبه أصحابه على ما أقدم في الحرب و قالوا له : أتبيع السلامة بالسجن و الحبس .. فأنكر كلامهم و قال : إنه لم ينله و لم يصله خسران مما فعل و اختار ..

- و هنا أرى طبعاً أنه كذاب ! فلا أحد يدخل الأسر بمزاجه و اختياره .. و لكن الكثير من الشعراء العباسيين كانوا بهذا التباهي و التفاخر و الغرور الذميم .. إلا القليل

وهل يتجافى عني الموت ساعة .... إذا ما تجافى عني الأسر والضر
يتجافى : يبتعد

- يتساءل من جديد : هل سأعيش إلى الأبد و لا أموت إذا لم يتم أسري في الحرب .. و للاستفهام هنا قيمة بلاغية .. فهو يريد النفي .. و أن يقول : لا يبتعد الموت عن الإنسان أبداً .. فلا داعي لأن يكون جبانا .. و هذا يذكرنا بقول المتنبي :

فإذا لم يكن من الموتِ بدٌ .. فمن العجزِ أن تكونَ جبانا

هو الموت فاختر ماعلا لك ذكره ...فلم يمت الإنسان ما حيى الذكر

ثم يقول : الموت هو الموت .. لا مفر منه .. و إذا كان لك فيه اختيار فاختر ما تذكر به من بعده .. و الإنسان حي الذكر لا يموت في قلوب الناس .. و هو معنى جميل .. ذهب إليه أحمد شوقي في رثاء مصطفى كامل فقال :

فالذكر للإنسانِ عُمرٌ ثاني

إلا أن هذا المعنى أيضاً يخالف العقيدة .. فمن المفترض أن يقاتل الإنسان في سبيل الله و لوجه الله و ليس لكي يُقال شجاع و قوي .. و ما إلى ذلك

يمنون أن خلوا ثيابي وإنما .... علي ثياب من دمائهم حمر
- ثم يحذف الكتاب الكريم مشكوراً بيتاً من القصيدة .. اختصاراً لذكر قصته .. أو ربما لا يعرفها واضعو الكتاب ! .. و ينتقل إلى البيت الأخر يمنون أن خلو ..

خلَّوا : خلصوا و انتزعوا

- و يقتبس من قصة يوسف عليه السلام عندما ألقى على أبيه أبناؤه ثياب يوسف فارتد بصيرا بعدما عمى من البكاء على يوسف عندما قالوا إن الذئب قد أكله .. فيقول أبو فراس إن عليه ثياباً حمرا ( من الدماء ) من أصدقاءه يعني أنه فداهم و خاف عليهم .. و هم فروا و تركوه .. فلما اطمئن عليهم .. فرح و أصبح كمن ارتد إليه بصره

سيذكرني قومي إذا جد جدهم .... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
و يقتبس في الشطر الثاني من المثل المشهور في الليلة الظلماء يُفتَقَدُ البدرُ .. يُفتقد مبني للمجهول يعني يتمنى الناس أن يكون موجوداً بينهم .. و هنا صورة أخرى من صور الغرور لديه .. فهو يعني نفسه بالبدر ! .. و يدعي أن الناس لا بد أن تتذكره في المواقف الصعبة .. فهو فارس الحالات المستعصية !!

فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه .... وتلك القنا والبيض والضمر الشقر

الطعن :الضرب بالسيف
القنا : الرماح

البيض : السيوف .. و يقول عنترة بن شداد في معلقته :

و لقد ذكرتكِ و الرماحُ نواهِلٌ .. مني و بيضُ الهندِ يقطُرُ من دمي
فقد كانت هذه السيوف تُستورد من الهند ( لم يكن لدى الأمة العربية استقلال اقتصادي و اكتفاء ذاتي منذ أيام عنترة بن شداد !! )
الضُمَرُ الشُقْرُ : يعني بها الخيول

و هو يقول : إذا عشت فأتولى كل هذا من جديد .. الرماح و السيوف و الخيل .. و هي أدوات المعارك .. أي لن يرحم نفسه من الحرب مادام حيا

وإن مت فالإنسان لابد ميت .... وإن طالت الأيام وانفسح العمر
انفسح : اتسع
و هو يقول : أما إذا فاتني الموت في الحرب .. فسيبلغني بالتأكيد في غير الحرب .. و المعنى يتكرر هكذا لثاني مرة لدينا

ولو سد غيري ما سددت .. اكتفوا به .... وما كان يغلو التبر لو غلى الصفر

سَدَّ : كفى ..

التبر : التبر هو مسحوق الذهب و الفضة الخام قبل صياغتها .. التاء مكسورة و الباء ساكنة التِبْرُ ..

و الصفر : الاشيء .. و هو ليس عكس التبر

و هو في البيت يدعي أنه الوحيد الذي استطاع أن يسد في هذه المعركة .. فهو ذهب و غيره لا شيء .. و هذه غاية الغرور .. فهو تارةً يصف نفسه بالبدر و تارة يصف نفسه بالذهب .. و هو خائبٌ يُسْجَنُ كالحمامة تطيرُ و لا يطير !!

ونحن أناس لا توسط بيننا .... لنا الصدر دون العالمين أو الفقر
ثم ينتقل من الغرور و الفخر الذاتي إلى القبلي .. فيقول : نحن - بني حمدان - لا نعرف التوسط .. فلنا الصدارة دون الناس .. أو الموت .. و لا أرى هذا المعنى جيداً أيضاً .. فهو مبالغ بعيد عن الصدق و الفطرة ..

تهون علينا في المعالي نفوسنا .... ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
ثم يقول : لا يهمنا ما نلاقي في المعالي .. فنحن كمن خطب فتاةً جميلة حسناء .. هل سيقول لها : لماذا غلى مهرك ..؟! ..

أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا .... وأكرم من فوق التراب ولا فخر

ثم ينهي القصيدة تماماً بهذا البيت فيقول : نحن أعز من في الأرض و أعلى من كان لهم العلاء .. و أكرم الأحياء جميعا .. و بعد ذلك كله .. يقول : و لا فخر !

Aucun commentaire:

يــــــــــارب

اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي..
أو مددت إليه يدي.. أو تأملته ببصري.. أو أصغيت إليه بأذني.. أو نطق به لساني..
أو أتلفت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك..
فسترته علي وسألتك الزياد ة فلم تحرمني ولا تزال عائدا علي بحلمك وإحسانك..
يا أكرم الأكرمين اللهم إني أستغفرك من كل سيئة ارتكبتها في بياض النهار وسواد الليل
في ملأ وخلاء وسر وعلانية.. وأنت ناظر إلي اللهم إني أستغفرك من كل فريضة أوجبتها علي في آناء الليل والنهارتركتها خطأ أو عمدا أو نسيانا أوجهلا
وأستغفرك من كل سنة من سنن سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه
و على أله وصحبه وسلم تركتها غفلة أو سهوا أو نسيانا أو تهاونا أو جهلا أو قلة مبالاة بها
.. أستغفر الله .. وأتوب إلى الله..
مما يكره الله قولا وفعلا ..
وباطنا وظاهر ا